تعد سرايا عابدين بك زين العابدين والتي تقع في قرية “تزمنت” الشرقية بمحافظة بني سويف من أجمل وأرقي وأقدم المباني والمنشآت القديمة ذات الطابع المعماري الفريد داخل المحافظة المنتمية لشمال الصعيد، حيث تم بناء السرايا الأشهر في المحافظة داخل عزبة عابدين بك منذ ما يقرب من ٢٠٠عاما علي مساحة ١٥٠٠ متر ووسط أشجار النخيل وما يقرب من أربع أفدنة زراعية وحديقة ذات طابع كلاسيكي.
السرايا تم تصميمها بعناية شديدة من قبل عابدين بك، وتجمع بين تناسق في التصميم والألوان والطراز المستخدم وبين الطبيعة المحيطة بها وتم تأسيسها من الداخل واختيار ديكوراتها البسيطة ذات الطابع الإيطالي القديم في البناء والزخرفة المنقوشة علي واجهة السرايا ومن ثم توزيع التحف وقطع الأثاث بشكل منسق على جميع جنباتها.
الطراز المستخدم داخل غرف السرايا أنيق وينم عن ذوق رفيع لأسرة عابدين بك والمهندس الايطالي البارع صاحب تصميم بناء “سرايا عابدين”، ورغم مرور ما يقرب من قرنين من الزمن على تأسيسها وتشييدها، وكان الهدف من بناء السرايا تجميع أفراد العائلة ورجال الفن والمجتمع في ذلك الوقت في ظل العلاقات الوطيدة التي كانت تربط كافة أفراد العائلة بالفنانين والمثقفين ورجال الدولة، بخلاف الهدف الاسمي لأطباء ومثقفي العائلة في محاربة مرض الكوليرا اللعين في القرن الماضي بين افراد الشعب المصري .
الجدير بالذكر أن الراحل عابدين بك زين العابدين ولد في عام ١٨٣١ وتوفي في ١٨٩٥ عن عمر يناهز الـ٦٤عاما، وكان عابدين بك صديق شخصي للخديوي إسماعيل منذ الطفولة ويمتلك سرايا أخري في منطقه حلوان والتي كانت ملتقي للمثقفين والفنانين في تلك الحقبة الزمني التاريخية، وشغل عابدين بك منصب مدير إدارات في محافظة كفر الشيخ وهذا المنصب كان بمثابة محافظ في ذاك الوقت.
عابدين بك هو سليل عائلة الأرناؤوطي القائد البارز في عصر محمد علي باشا وكان “الأرناؤوطي” من فرقة الجنود الأرناؤوط التي رافقت “الباشا” منذ أول دخوله الأراضي المصرية، وأثبت ولاءه أكثر من مرة حين حاول كثير من المماليك استمالته للإنقلاب على محمد علي.
وشارك عابدين بك في الحملة الأولى على الحجاز تحت قيادة طوسون باشا عام 1811، ولكنه لم يحقق إنتصارات كثيرة هناك، فاستدعاه “الباشا” إلى مصر، ثم عاد معه مرة أخرى عندما سافر محمد علي بنفسه عام 1814.
وشارك أيضا في حملة السودان عام 1820 بقيادة إسماعيل باشا (ابن محمد علي) حيث حقق العديد من الإنتصارات، فكافأه محمد علي باشا في العام التالي بتعيينه أول حاكم لمديرية دنقلة تحت الحكم المصري، وبعد فترة عاد عابدين بك إلى مصر بعد سنة 1825، ولقي مصرعه بعد عامين.
عابدين بك تبرع بقصره في أحد أعرق الأحياء بمنطقة وسط القاهرة ويحمل القصر اسمه حتى وقتنا الحالي، حيث تبرع بالأرض كاملة و التي شيد عليها قصر عابدين وأهداه للدولة دون مقابل بالاتفاق مع الخديوي اسماعيل شريطة الإبقاء علي اسم الأسرة علي القصر الجديد وهو أحد أشهر القصور حاليا في حي عابدين بقلب القاهرة القديمة.
وتعد أسرة عابدين بك من العائلات المثقفة والارستقراطية في المحروسة والشهيرة بحسها الوطني وإرتباطها برجال العلم والفن حيث أنجبت هذه الأسرة بعض الرموز والأسماء المؤثرة في المجتمع مثل إبراهيم بك زين العابدين مدير مديرية بني سويف ومحمد بك زين العابدين والذي تبرع بأرضه كاملة للدولة لبناء وحدة صحية كبرى في محافظه بني سويف.
ومن ضمن العائلة الراحلة ربيعة هانم زين العابدين الحاصلة علي نوط الواجب الوطني من السيدة جيهان السادات لدورها الوطني والاجتماعي في جمع التبرعات للقوات المسلحة المصرية عقب نكسة ٦٧، بالإضافة إلي مختار بك زين العابدين رئيس نادى بني سويف الأسبق والدكتور عبدالله زين العابدين عميد كلية الزراعة واللواء إسماعيل زين العابدين أحد رموز سلاح الصاعقة المصرية وأبطال حرب أكتوبر ٧٣، وصافيناز هانم زين العابدين سيدة المجتمع وأصغر سيدة تنضم لجمعية المبرة الخيرية.
السرايا من الداخل
ربيعة هانم زين العابدين تستلم نوط الواجب من الطبقة الاولي من السيده جيهان السادات حرم ريس الجمهورية في ذات الوقت
سرايا عابدين بك
صورة لعبد الحليم حافظ و أم كلثوم في أحد افراح الأسرة داخل السرايا
عابدين بك زين العابدين
قاعة الاجتماعات بالسرايا
محمد بك زين العابدين بسيارته واحد أقاربه داخل سرايا بني سويف
محمد بك زين العابدين حفيد عابدين بك المالك الأصلي لارض قصر عابدين
ميدالية تذكارية
ميدالية إهداء من الملك فاروق لدور ربيعه هانم في مكافحه مرض الكوليرا في محافظات الصعيد سنه ١٩٤٧
واجهة السرايا
