سرطان الفرج : الأنواع، الأعراض وطرق العلاج

سرطان الفرج هو نوع من أنواع مرض السرطان ويمثل تقريبا 0.5% من باقي أنواع السرطانات وعادة ما يحدث بعد سن اليأس  ويكون متوسط العمر عند التشخيص  70 عام . على الرغم من ذلك تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن سرطان الفرج أصبح شائعا بين النساء الأصغر سنا . 

ما هو سرطان الفرج ؟

كي نتعرف على سرطان الفرج يجب أولا معرفة ما هو الفرج ؟

الفرج هو المنطقة المحيطة بفتحة المهبل وتحتوي على الأعضاء التناسلية الأنثوية الخارجية مثل : الشفرين ، البظر ، فتحة المهبل ومنطقة العجان .

سرطان الفرج هو سرطان يصيب الأعضاء التناسلية في منطقة الفرج . يحدث عادة في الشفرين الخارجيين أو  الداخليين للمهبل ويتطور بشكل بطئ على مر الزمان . 

يظهر سرطان الفرج في البداية على هيئة نتوء أو قرحة تسبب الحكة ، وفي حالة اكتشاف السرطان في مرحلة مبكرة تكون نتائج العلاج فعالة جدا دون الحاجة للتدخل الجراحي . أما في حالة عدم علاجه من الممكن أن ينتقل إلى المهبل أو الإحليل أو العقد اللمفية في الحوض والبطن ومنها إلى الدم . 

انواع سرطان الفرج 

يمكن أن يبدأ السرطان في أجزاء مختلفة من الجسم ثم ينتقل إلى الفرج ويسمى هذا بسرطان الفرج الثانوي . أما سرطان الفرج الأولي هو الذي يظهر من البداية في منطقة الفرج .

هناك أنواع مختلفة لسرطان الفرج وتشخيص نوع السرطان من البداية يساعد الطبيب في تحديد العلاج المناسب لها . من هذه الأنواع : 

1- سرطان الخلايا الحرشفية الفرجية

يشكل نسبة 90% من جميع إصابات سرطان الفرج ، ويسمى بالخلايا الحرشفية لأنه يحدث في الخلايا المسطحة التي تشبه قشور السمك ، وتشكل تلك الخلايا الطبقة الخارجية من الجلد لمنطقة الفرج . 

2- الورم الميلانيني الفرجي

يشكل نسبة 5% من جميع إصابات سرطان الفرج تقريبا .ويبدأ بالظهور في الخلايا الميلانينية الموجودة في سطح الجلد بمنطقة الفرج ، ويظهر على هيئة بقعة داكنة اللون . ويصيب عادة النساء الأصغر سنا . 

3- السرطان الغدي

يشكل نسبة صغيرة جدا من الإصابات ويظهر في الخلايا المبطنة لغدد الفرج وهناك عدة أنواع له مثل : 

4- سرطان غدة بارثولين

يظهر عادة في غدد بارثولين الموجودة في فتحة المهبل مباشرة ويظهر على هيئة كيس . 

5- مرض باجيت

من الممكن أن يحدث في الغدد العرقية الموجودة في الجلد المحيط بمنطقة الفرج أو في الطبقة العليا لجلد منطقة الفرج . 

6- الساركوما

تحدث في خلايا العظام أو العضلات أو الأنسجة الضامة  ومن الممكن أن تحدث في أي مرحلة  عمرية . 

7- سرطان الخلايا القاعدية

يصيب الفرج في حالات نادرة وهو من أكثر أنواع سرطانات الجلد انتشارا. 

أعراض مرض سرطان الفرج 

من الممكن أن لا تحدث أعراض أولية تحذر من الإصابة بسرطان الفرج إلا أن الاحمرار و تغير لون الجلد في منطقة الفرج من الممكن أن تكون أعراض تسبق الإصابة . لكن هناك أعراض أخرى عديدة تحدث مع تقدم المرحلة المرضية ومنها : 

• الشعور بحكة لا تزول .
• وجود ألم أو حرقة .
• حدوث نزيف غير ناتج عن الحيض . 
• حدوث تغير في سماكة أو لون الجلد . 
• ظهور تغير في لون الجلد إلى الأحمر أو الأبيض .
• ظهور كتل شاذة أو تقرحات لا تلتئم ويمكن الشعور بها ورؤيتها . 
• تجعد أو انكماش الأنسجة المحيطة بالمنطقة المصابة . 
• ظهور أورام ميلانينية بارزة وبنية اللون أو سوداء مزرقة 
• حدوث نزف من الكتل أو التقرحات . 
•  حدوث إفرازات مائية من الكتل أو التقرحات . 
• الشعور بألم في منطقة الحوض عند التبول أو الجماع . 
• ظهور بعض التقرحات التي تشبه الثآليل . 

أسباب وعوامل خطر مرض سرطان الفرج 

أسباب مرض سرطان الفرج

تعد أسباب الإصابة بسرطان الفرج غير واضحة بعد لكن بصورة عامة تحدث السرطانات نتيجة انقسام ونمو شاذ للخلايا وتستمر بالنمو دون توقف أو موت ، وتموت الخلايا الطبيعية مما يؤدي لظهور  كتل من الأنسجة و أورام . وهناك نوعان من الأورام وهما أورام حميدة وتلك التي تبقى في المكان التي ظهرت به دون الانتشار إلى أجزاء الجسم الأخرى . أما الأورام الخبيثة تنتقل وتنتشر إلى باقي أجزاء الجسم محدثة أضرار معها . وتتشكل تلك الأورام الخبيثة في الحالات التالية  : 

• عملية الغزو: هي عبارة عن تدمير الأنسجة السليمة نتيجة تحرك الخلايا السرطانية في جميع أنحاء الجسم عن طريق الدم أو الجهاز الليمفاوي .
• عملية تولد الأوعية : هي عبارة عن تغذي الأوعية الدموية الجديدة على نفسها نتيجة لحدوث انقسام للخلية ونموها . 

عوامل الخطر  لمرض سرطان الفرج 

على الرغم من عدم وجود أسباب واضحة للإصابة بسرطان الفرج إلا أنه هناك العديد من العوامل التي تزيد من فرص الإصابة به ومنها: 

• التقدم في السن : وذلك لأن متوسط العمر الذي يتم فيه تشخيص الإصابة هو 70 عام ، إلا أنه يمكن الإصابة به في مراحل عمرية أخرى . 
• الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري : هي من العدوى المنقولة جنسيا وتؤدي للإصابة ببعض أنواع السرطانات مثل سرطان الفرج وسرطان عنق الرحم . 
• يزيد التدخين من فرص الإصابة من ثلاث إلى ست مرات . 
• وجود تاريخ مرضي للإصابة بسرطان الجلد في العائلة .
• الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا : أثبتت الدراسات أن فرص إصابة النساء اللاتي لديهن نسب أعلى من الأجسام المضادة لفيروس الهربس البسيط من النوع 2 أكبر من غيرهم من النساء . 
• الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري أو المعروف بالإيدز . 
• الإصابة بحزاز متصلب وضموري 
• التعرض للعلاج الإشعاعي لسرطان الرحم . 
• الإصابة بسرطان عنق الرحم أو سرطان المهبل . 
• ضعف الجهاز المناعي : نتيجة لزراعة أعضاء أو الإصابة بأمراض مناعية أخرى . 
• الإصابة بورم الظهاري الفرجي :  هي حالة سابقة للإصابة بالسرطان . 
• الإصابة بالصدفية . 
• الإصابة بالذئبة الحمراء. 

مضاعفات مرض سرطان الفرج 

تنقسم مضاعفات الإصابة بسرطان الفرج إلى نوعين هما : 

مضاعفات نتيجة للإصابة 

 تحدث مضاعفات الإصابة بسرطان الفرج في حالات قليلة جدا وبشكل نادر ولكن عند تقدم السرطان تظهر بعض المضاعفات مثل : 

• الوذمة اللمفية . 
• التهاب النسيج الخلوي . 
• انسداد مجرى البول . 
• النقائل العظمية . 

مضاعفات نتيجة العلاج

مضاعفات الجراحة 

• تجلط الدم .
• سلس البول . 
• الإصابة بالتهاب المسالك البولية . 
• عسر الجماع .
• بعض مضاعفات الجروح مثل حدوث عدوى . 
• التورم الدموي .
• التهاب الوريد . 
• التورم المصلي . 
• ارتخاء الحوض .
• التهاب العظام . 
• تبول غير طبيعي . 
• تضييق المهبل . 
• مشاكل نفسية جنسية .
• فقدان البظر . 

مضاعفات العلاج الكيماوي 

• حدوث مضاعفات الجروح . 
• حدوث مضاعفات في الجهاز اللمفاوي .
• حدوث مضاعفات في الجهاز الهضمي . 
• حدوث مضاعفات في القلب والأوعية الدموية . 
• حدوث مضاعفات في المسالك البولية . 

مضاعفات العلاج الإشعاعي 

• الإصابة بالتهاب في القولون . 
• الإصابة بالتهاب في المثانة . 
• الإصابة بالتهاب الجلد الإشعاعي . 
• التليف .
• فقدان الإحساس بالجلد  . 
• الناسور .
• حدوث تغيرات جلدية .
• الإصابة بالتهاب المستقيم الإشعاعي . 
• تضييق الإحليل والمهبل .

كيف يتم تشخيص مرض سرطان الفرج 

• يقوم الطبيب أولا بأخذ التاريخ المرضي للمصاب والسؤال حول تاريخ وجود إصابات سابقة في العائلة . 
• يقوم الطبيب بعمل فحص سريري لمنطقة الفرج بحثا عن أي أعراض واضحة .
•  من الممكن أن يقوم الطبيب بعمل منظار المهبل للحصول على رؤية أوضح من قرب لبعض المناطق مثل عنق الرحم أو منطقة الفرج بشكل عام . 
• الخزعة : يقوم الطبيب بأخذ عينة من النسيج لعمل فحوصات عليها تحت المجهر إذا كانت هناك تقرحات أو كتل مشبوهة ، وتحدث هذه العملية باستخدام الطبيب مخدر موضعي للمنطقة ثم استخدام المشرط لإزالة بعض من الأنسجة في المكان المشبوه . 
• اختبارات التصوير : مثل التصوير المقطعي المحوسب ، الأشعة السينية و التصوير بالرنين المغناطيسي . 

مراحل سرطان الفرج 

يصنف الخبراء مراحل الإصابة بسرطان الفرج وفقا لحجم الورم ومدى انتشاره داخل الجسم ، وتنقسم تلك المراحل إلى : 

السرطان الموضعي

يظهر السرطان في تلك المرحلة على سطح الجلد فقط . 

المرحلة الأولى

يصل حجم السرطان في هذه المرحلة إلى 2 سم ويقتصر وجوده على منطقة الفرج ومنطقة العجان وهي المنطقة بين فتحتي المهبل والشرج . 

المرحلة الثانية

لا ينتشر السرطان في هذه المرحلة إلى العقد اللمفية ولكن ينتشر إلى الأنسجة المجاورة مثل فتحة الشرج أو المهبل . 

المرحلة الثالثة

ينتشر السرطان في هذه المرحلة إلى العقد الليمفاوية في الفخذ مع احتمالية انتشاره إلى الأنسجة المجاورة . 

 المرحلة الرابعة

يكون السرطان في هذه المرحلة متقدم و منتشر بصورة أكبر فيصل للجزء العلوي من المهبل أو مجرى البول أو خارج الحوض .

علاج مرض سرطان الفرج 

تتعدد طرق علاج سرطان الفرج ولكن تعتمد على العديد من العوامل منها نوع السرطان ومدى انتشاره وحجمه وعمر وصحة والمريض .ويزيد التشخيص المبكر للإصابة من فرص نجاح العلاج . فيما يلي طرق علاج سرطان الفرج المختلفة : 

العلاج بالجراحة 

تعد الجراحة من الطرق الرئيسية لعلاج سرطان الفرج والهدف منها هو إزالة السرطان بشكل كامل دون فقدان الوظيفة الجنسية . وتتعدد أنواع الجراحة حسب الحالة إلى عدة أنواع هي : 

• الجراحة بالليزر : يستخدم شعاع الليزر لإزالة الأنسجة السرطانية السطحية . 
• الاستئصال الموضعي : يتم فيها استئصال السرطان وجزء من الأنسجة السليمة حوله لضمان إزالة جميع الخلايا السرطانية ، وفي بعض الأحيان تتم ازالة عدد من الغدد الليمفاوية المجاورة . 
• الاستئصال الجزئي أو الكلي للفرج : يعد هذا الخيار هو الخيار الأنسب للحالات المصابة بسرطان أكبر . يتم فيه استئصال كلي أو جزئي للفرج مع بعض الغدد الليمفاوية المجاورة ويمكن عمل ترقيع لمنطقة الجلد التي تمت إزالتها .
• اجتثاث أحشاء الحوض : يتم فيها إزالة الجزء السفلي من المستقيم والقولون والمثانة وعنق الرحم والمهبل والمبايض والعقد اللمفاوية القريبة . 

 العلاج الكيماوي

يعتمد العلاج الكيماوي على مواد كيميائية قاتلة لخلايا السرطان . ويتم استخدامه بطرق مختلفة لتحقيق أهداف مختلفة اعتمادا على نوع وحجم السرطان ، وتلك الأهداف هي  : 

• مهاجمة السرطان في جميع أنحاء الجسم : في هذه الحالة يتم أخذ الدواء عن طريق الفم أو حقنة في الوريد أو العضلات .
• مهاجمة منطقة محددة في الجسم : في هذه الحالة يتم وضعه بشكل مباشر على الجلد في هيئة كريم أو يتم وضعه مباشرة في العمود الفقري أو في عضو معين أو في تجويف الجسم مثل البطن . 

 العلاج الإشعاعي 

يتم فيه استخدام أشعة ذات حزم عالية من الطاقة لقتل الخلايا السرطانية مثل الأشعة السينية والبروتونات . ويتم استخدام العلاج الإشعاعي بطرق مختلفة منها : 

• علاج إشعاعي خارجي : يتم فيه استخدام آلة لتوصيل الإشعاع عبر الجلد إلى المنطقة المستهدفة . 
• علاج إشعاعي داخلي : يتم فيه إدخال مادة مشعة عبر الإبر أو القسطرة وتوضع مباشرة في السرطان أو بالقرب منه .

في بعض الحالات ينصح الأطباء بالدمج بين العلاج الكيماوي والإشعاعي . 

 العلاج البيولوجي 

يعد من أنواع العلاج المناعي ويتم فيه استخدام مواد صناعية أو طبيعية لمساعدة الجهاز المناعي على محاربة الخلايا السرطانية . 

 العلاج الدوائي الموجه 

 يتم فيها قتل الخلايا السرطانية عن طريق تقييد الشذوذ الموجود في الخلايا السرطانية عن طريقة استخدام دواء موجه لنقاط شاذه محددة داخل الخلايا السرطانية . 

كيفية الوقاية من مرض سرطان الفرج 

• الحد من أو الإقلال من التدخين . 
• استخدام واقي ذكري وممارسة الجنس الآمن لتجنب الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا . 
• تلقي لقاح فيروس الورم الحليمي . 
• عمل فحوصات بشكل دوري منتظم .
• اختبارات مسحة عنق الرحم . 

الأسئلة الشائعة

المصادر: Mayoclinic.org, Nhs.uk, cancer.org