in

ثلث السعوديات يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة.. والرضاعة الطبيعية وقاية



كشفت دراسة أجرتها وزارة الصحة في عام 2022 أن 32.8% من النساء السعوديات يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، وهي نسبة تثير القلق وتسلط الضوء على أهمية الرعاية النفسية للأمهات الجدد.
وأظهرت الدراسة أن الرضاعة الطبيعية تلعب دورًا وقائيًا هامًا في حماية الأمهات من اكتئاب ما بعد الولادة، حيث أشارت عدة دراسات إلى أن الأمهات اللاتي لا يمارسن الرضاعة الطبيعية يكن أكثر عرضة للإصابة بأعراض الاكتئاب.

أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل والأم

وأكد مختصون لـ ”اليوم“ أهمية الرضاعة الطبيعية للطفل والأم على حدٍ سواء، وأنها تسهم في تقوية مناعة الأطفال، وتحدّ من إصابتهم بالعدوى والأمراض المختلفة.
كما وتساعد على زيادة معدلات ذكائهم، مشيرين إلى أهمية تشجيع الرضاعة الطبيعية وتوفير الدعم اللازم للأمهات الجدد، وتعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية خلال فترة ما بعد الولادة.
وأكدت استشارية النساء والتوليد د. فاطمة الهاجري أهمية دور المجتمع والأسرة والمؤسسات الصحية في دعم الأم المرضعة، من خلال الدعم النفسي، الذي يساعد على زيادة وسهولة تدفق الحليب، ومساعدتها بالأعمال المنزلية حتى تتمكن من أخذ الراحة الجسدية الكافية، ومنحها إجازة لمدة كافية في الأشهر الأولى، وتوفير وقت للرضاعة للمرأة العاملة.

تشجيع ومساعدة الأم على الرضاعة

ودعت المؤسسات الصحية إلى تشجيع ومساعدة الأم على الرضاعة منذ الساعة الأولى بعد الولادة، وتوفير مكان مناسب للرضاعة في حالة انفصال الرضيع عن الأم، بسبب مرضه أو أنه خديج.
وحددت عددًا من الأدوات والموارد لتعزيز وحماية الرضاعة، ومنها تثقيف الأمهات والمجتمع بأهمية الرضاعة، والإجابة على تساؤلات الأمهات، وتوفير الحلول للمرأة العاملة، والتشجيع على بدء الرضاعة مباشرة بعد الولادة، والاستمرار بذلك، وعدم إضافة الحليب الصناعي بسبب الاعتقاد أن حليب الأم لا يكفي.
وحددت أفضل الممارسات والنصائح للأمهات الجدد، ومنها المتابعة في أثناء الحمل في مركز متخصص للعناية بالرضاعة الطبيعية، والاستعداد النفسي والمعرفة بتفاصيل الرضاعة، والبدء بالرضاعة خلال النصف ساعة الأولى بعد الولادة، والاستشارة في حالة مواجهة أي مشكلة.

فوائد الرضاعة الطبيعية

وقالت استشارية النساء والولادة في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، ومستشارة الرضاعة الطبيعية د. ريم الجهيمان، أن للرضاعة الطبيعية شأن عظيم وفوائد جمة للطفل والأم، موضحةً أنها تسهم في تقوية الرابطة بينهما، وتساعد الرحم في العودة لحجمه الطبيعي، إضافةً إلى منع النزيف، وخسارة الوزن الزائد بعد الولادة، وتقليل نسبة الإصابة بالسكري، وسرطان الثدي والمبيض.
وأضاف: بالنسبة للطفل، فحليب الأم يحوي العناصر الغذائية اللازمة لنمو الطفل، وتقوية مناعته، والحدّ من الإصابة بالعدوى والمغص والنزلات المعوية، مؤكدةً أن الأطفال الذين تمتعوا برضاعة طبيعية حققوا نتائج أعلى في اختبارات الذكاء، ويكونون أقل عرضة للإصابة بالسمنة والسكري.
وعن التحديات الشائعة التي تواجه الأمهات في إرضاع أطفالهن طبيعيًا، أشارت إلى أن برزها هو عدم ثقة الأم بنفسها، وأنها قادرة على الرضاعة، والإحساس بأن كمية الحليب غير كافية، كذلك إيقاف الأم للرضاعة عند استخدامها أي نوع من الأدوية ”مثل المضادات الحيوية“، خوفًا على طفلها، إضافةً إلى مشكلات في الرضاعة بحد ذاتها، مثل انسداد القنوات اللبنية، والتهاب الحلمات.

التوعية بالرضاعة الطبيعية

وشددت على ضرورة التوعية بكل وسائلها المرئية والمسموعة، وتوفير أماكن مهيأة للأمهات للرضاعة في الأماكن العامة، سواء في الأسواق أو المطارات أو غيرها.
هذا إضافةً إلى تحفيز المستشفيات لتبني مستشفى صديق للطفل، مشيرةً إلى تطبيق مبادرة ”مستشفى صديق للطفل“، في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، منذ تاريخ 22 فبراير 2022.

حماية الأطفال من الأمراض

وأكدت استشارية طب أطفال حديثي الولادة، الدكتورة باسمة سعادة، أن حليب الأم هو الغذاء الأمثل للرضع، لما يحتويه من عناصر غذائية ضرورية ومضادات حيوية تحمي الطفل من الأمراض.
وأوضحت أن الرضاعة الطبيعية تعزز صحة الطفل وتحميه من الأمراض المزمنة، كما تساهم في نموه العقلي والجسدي، أما بالنسبة للأم، فالرضاعة الطبيعية تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبايض، وتساعد على استعادة الجسم لوضعه الطبيعي بعد الولادة.
وأضافت أن الرضاعة الطبيعية توفر على الأسرة الكثير من النفقات، وتقلل من غياب الأم عن العمل بسبب مرض طفلها، كما أنها صديقة للبيئة ولا تسبب أي تلوث.
وأشارت الدكتورة إلى أن توفر الحليب الصناعي بشكل كبير في الأسواق، وعدم وجود الدعم الكافي من الأسرة والمجتمع، يمثلان تحديين رئيسيين للأم المرضع.

الرضاعة خلال الساعة الأولى بعد الولادة

ونصحت الأمهات الجدد بالمتابعة مع مركز متخصص للعناية بالرضاعة الطبيعية في أثناء الحمل، والاستعداد نفسيًا ومعرفيًا لهذه التجربة، مشددة على أهمية بدء الرضاعة خلال الساعة الأولى بعد الولادة، والاستشارة الطبية في حالة مواجهة أي مشكلة.
ودعت الدكتورة سعادة الأسرة والمجتمع والمؤسسات الصحية إلى دعم الأم المرضع نفسيًا ومعنويًا، وتوفير بيئة مناسبة لها لممارسة الرضاعة الطبيعية.
وأكدت على أهمية تثقيف الأمهات والمجتمع حول فوائد الرضاعة الطبيعية، وتوفير الحلول للمرأة العاملة، وتشجيع بدء الرضاعة مباشرة بعد الولادة.





مصادر

5 أفكار لإقامة حفل ” تسنين ” للطفل.. بعد إثارته للجدل على الفيس بوك

سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري.. استقرار في البنوك