“توتا” مبدعة مصرية لم يعطلها مجموع الثانوية.. تحول القمامة للوحات فنية

لا صوت يعلو فوق صوت نتيجة الثانوية والمجموع والمستقبل، وكثير من الطلاب يعتبرون أن نتيجة الثانوية نهاية المطاف وإذا لم يحققوا النتيجة المأمولة فإن الآمال قد انتهت بالنسبة لهم، على عكس الحقيقة التي يعلمها كل من لديه شغف وحلم وأمل في بكرة.

كثير من المبدعين والناجحين سواء من عرفهم العالم أم من لم يكتب لهم أن يذيع صيتهم لم توقفهم نتيجة الثانوية العامة، ومنهم “توتا” فتاة مبدعة أحبت الرسم والإبداع وكان أملها أن تلتحق بإحدى كليات الفنون الجميلة ولكن المجموع لم يكن في صالح رغبتها فلم تُحصل سوى 62% في الثانوية العامة.

توتا تواب صاحبة الـ 29 عاما رغم عدم التحاقها بكلية الحلم والهدف فنون جميلة وأرسلها مجموعها إلى كلية التربية الموسيقية لم يخفت نور الأمل في قلبها فنجحت في كليتها وأعطت حلمها في الفنون الجميلة نمساحة لتبدع في إعادة تدوير المخلفات لتصنع من “الفسيخ شربات” سواء من الخشب أو الأحبال أو حتى الزجاجات البلاستيكية، فحولت منزلها إلى جاليري، بتصميم مختلف أحيت به ابداعها ولم يعطلها مجموع الثانوية.

تقول توتا تواب: الحمد لله حققت نجاح فى حياتي يمكن ناس كتير جابوا 99 % ماحققتهوش.. وطلعت الطالبة المثالية على كليتى فى 2016 اللي ما كنتش قاصده أدخلها وكان نفسى أدخل فنون جميلة.. دخلت وضفت لمواهبى مواهب جديدة ومختلفة وثقافة جديدة وشغل مختلف وجميل.. مجموعك مش مركز النجاح.. أنا كل ما اشتغل فى مكان مديرى ينادينى بلقب “الفنانة الشاملة” ودى حاجه تشرفني.

وتابعت توبا: “دلوفتي أنا بكلم دراستى فى هندسة مناظر سينما وطلعت الأولى على دفعتى الحمد لله.. وبإذن الله هحقق أمنيتى وأبقى أشهر مهندسة ديكور..

الأحلام بتحقق مش بتقف على درجاتك في الثانوية العامة.. النجاح الحقيقى في الحاجة إللي بتحبها مش فى الكلية خالص.. أنت مميز بمجهودك وطموحك في أى كلية حابب تكون فيها مختلف.. وتستفاد منها على قد ما تقدر.. أجرى ورا النجاح والفرص.. الحمد لله ترتيبات ربنا عجيبة وعظيمة”.

ورصدت عدسة اليوم السابع أول جاليرى للفنانة توتا تواب، التي تحدثت عن شغفها قائلة: “بدأ شغفي بإعادة تدوير المخلفات عندما أردت شراء طرابيزة تليفزيون فصدمت بالأسعار، قررت حيناها أن أقوم بتصنيع طرابيزة من مخلفات الخشب التى كانت متواجدة في فناء منزلنا، فصدمت بالنتيجة وقابلت إعجاب الجميع وبعدها قمت بتصنيع كنبة من باقى الخشب المهمل”.

وأضافت: “كنت بجانب سلة مخلفات بالشارع، وإذا أعجبنى شيء قد يضيف إلى أعمالى الفنية أقوم بالتقاطه والاستفادة منه، وكذلك وجدت جذع شجرة فجعلته قطعة فنية تحفة قمت بمعالجة الخشب، ودهنته ثم علقت به كل أشيائى التي أحبها ووضعت بها نور، ثم صنعت من علب التونة ومعها المشابك الخشب فازة ورد”.

ووجهت توتا نصيحة لطلاب الثانوية العامة الذين لم يحققوا المجموع الذى كانوا يحلمون به بألا يتوقفوا عند النتيجة وأن يعطوا شغفهم مساحة أكبر ولا يفقدوا الأمل.