“على ابنها حنونة وعلى مراته مجنونة”، من أشهر الأمثال الشعبية التي جسدت علاقة الحماة بزوجة ابنها، فهناك العديد من الأفلام القديمة التى ناقشت تدخل الأهل فى حياة الزوجين وعلاقة الحماة بزوجة ابنها ومدى الخلاف بينهما، ومع تطور الزمن اختلفت العلاقة بينهما وتغيرت، وأصبح هناك تطور كبير في شخصية وشكل الحموات عن زمان، فـالحماة حاليا قد تكون صديقة لزوجة ابنها وأم ثانية لها نظرا لتقارب الثقافات والاهتمامات.
وفى هذا السياق قالت الدكتورة إيمان عبد الله استشارى علم النفس الاجتماعى “شكل وشخصية الحماة اختلف تماما عن زمان، في العصور القديمة كانت الحماة ليها السلطة والحكم على ابنها حتى في اختيار الزوجة وحياته وبيته لأنه في الغالب بيكون الابن وزوجته عايشين معها في نفس البيت، فضلا عن ذلك فكانت الحماه غالبا غير متعلمة و ليس لديها أي اهتمامات غير البيت والأكل والتركيز مع زوجات أبنائها وتكليف كل واحدة منهن بمهمة تقوم بها في المنزل، ومن هنا ازدادت الخلافات والمشاكل”.
وأضافت: “أما في الوقت الحالي الموضوع تطور جدا عن زمان، الأبناء حاليا هما اللى بيختاروا زوجاتهم، و المرأة أصبحت عاملة والأنسة عاملة فالبنت مش منتظرة حد يشوفلها عريس والحماه كمان خلاص مبقاش عندها فكرة انها تختار لأبنها زوجة، هو اللى بيختار الزوجة والمكان اللى هيعيش فيه”.
وتابعت: “إحنا بقينا في مجتمع مفتوح، الحماه دلوقتى بقى ليها شخصيتها، زمان كانت ربة منزل غير متعلمة ولكن حاليا الحماة دكتورة ومحامية ومرأة عاملة ومشغولة حتى السيدات اللى طلعوا على المعاش بقوا يشاركوا في أنشطة وعندها فيس بوك وبيتابعوا الأخبار على السوشيال ميديا وعندها دور بيقوموا بيه، وبالتالي مفيش وقت إنها تركز في مشاكل مع زوجة ابنها وبتكون متخوفة جدا من الطلاق وخصوصا إنه زاد في الفترة الأخيرة، وفى نفس الوقت الزوجة أيضا عندها شغلها وبيتها ومشغولة، ده غير إن ممكن تكون اهتمامتهم واحدة والحماة وزوجة الأبن يبقوا أصحاب بيشاركوا بعض في حاجات كتير”.
واختتمت حديثها قائلة: “الدراما كمان ليها دور كبير في تطور شخصية الحماة، الحموات دلوقتى لما بيشوفوا دور حماة صعبة في مسلسل بيقولو مش عاوزين نكون زيها العكس صحيح عاوزة تكون نموذج كويس للحماه، وبعيدا عن شخصية الحماه اللى اتغير من زمان عن دلوقتى لكن كمان الشكل كنا دايما نشوف الحموات شكلهم كبير في السن لكن دلوقتى الحماه وزوجة الابن كأنهم أخوات أو أصحاب وشكلهم وستايل لبسهم متقارب”.