وحذرت الوزارة من أن حوالي 30% من المصابين بالصدفية يتعرضون للإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي، وهي حالة تؤدي إلى التهاب المفاصل وتسبب الألم والتورم، مشيرة إلى أن التهاب المفاصل الصدفي يحدث عادةً بين سن 30 و50 عامًا، ولكنه يمكن أن يتطور في أي عمر.
تحديات مرضية وتوريث جيني
وأوضح مختصون لـ “اليوم”، بمناسبة الشهر العالمي للصدفية الذي يبدأ في الأول من أغسطس، أن هذا المرض يصيب حوالي 2% من سكان العالم، وأن الجينات تلعب دورًا مهمًا في زيادة احتمالية الإصابة بالصدفية.
في هذا السياق، صرحت الدكتورة ندى الغامدي، استشارية الأمراض الجلدية وأستاذ مساعد بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، بأن الشهر العالمي للصدفية يعد مناسبة سنوية هامة لزيادة الوعي حول هذا المرض المزمن الذي يؤثر على حياة ملايين الأشخاص حول العالم.
د. ندى الغامدي
وأكدت أن فهم الناس لطبيعة المرض يساعد في تقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة به، ويسهم في تحسين جودة حياة المصابين.
وأضافت الغامدي، أن أسباب ظهور الصدفية لم تُفهم بشكل كامل حتى الآن، ولكن من المرجح أن يكون هذا المرض نتيجة لتفاعل معقد بين عدة عوامل، منها الوراثية، المناعية، والبيئية.
وتشير الأبحاث العلمية إلى أن اضطراب جهاز المناعة قد يلعب دورًا رئيسيًا في تحفيز التهابات جلدية وزيادة إنتاج خلايا الجلد بشكل مفرط، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض المميزة للصدفية، مثل البقع الحمراء والمتقشرة.
أمل جديد لمرضى الصدفية
وعند الحديث عن العلاجات المتوفرة، أشارت الدكتورة الغامدي، إلى التطورات الكبيرة التي شهدها هذا المجال في السنوات الأخيرة.
وأوضحت أن هناك عدة أساليب شائعة للتحكم في أعراض الصدفية، من بينها العلاجات الموضعية، مثل الكريمات والمراهم التي تحتوي على مركبات علاجية كالكورتيكوستيرويدات وفيتامين D كما يُعد العلاج بالضوء من الخيارات الفعالة للتعامل مع الحالات المتوسطة.
وفيما يتعلق بالحالات الأكثر شدة من الصدفية، أكدت الدكتورة الغامدي، أن الأطباء قد يلجأون إلى استخدام علاجات منظمة للمناعة أو العلاجات البيولوجية الحديثة.
هذه العلاجات البيولوجية تعتبر من التطورات الهامة في مجال علاج الصدفية، حيث تستهدف مسارات التهابية محددة في الجسم، ما يجعلها أكثر فعالية وأمانًا مقارنة بالعلاجات التقليدية، وأضافت أن هذه العلاجات تشهد انتشارًا وتطورًا متسارعًا في العالم الطبي.
مرض مزمن
من جهتها أوضحت الدكتورة نوف بن ربيعان، استشارية الأمراض الجلدية وأستاذة مساعدة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، أن مرض الصدفية أن الصدفية يصيب حوالي 2% من سكان العالم دون تمييز في العمر أو الجنس، مؤكدةً على دور الجينات في زيادة احتمالية الإصابة، إلى جانب الأسباب المناعية.،كما أن وجود أفراد مصابين بالصدفية في العائلة يزيد من احتمال تعرض الشخص لهذا المرض.
وأضافت الدكتورة ربيعان، أن الصدفية هي مرض مزمن لا يمكن الشفاء منه بشكل كامل، وإنما يمر بفترات من النشاط والخمول.
د. نوف بن ربيعان
وهناك عدة عوامل قد تؤدي إلى زيادة نشاط المرض وتفاقمه، مثل الالتهابات المختلفة، سواء التنفسية أو البولية، وبعض الأدوية، خصوصًا تلك المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم. كذلك، نقص المناعة، كما في حالات التدخين والتوتر أو الضغط النفسي، يمكن أن يزيد من تفاقم الحالة.
خيارات علاجية متعددة
وأشارت إلى أن العلاجات تختلف بناءً على شدة المرض، ففي حالات الصدفية الخفيفة التي تؤثر على مناطق محددة من الجسم، يتم استخدام علاجات موضعية مثل الكورتيزون الموضعي الذي يتم تحديد قوته وفقًا للمنطقة المصابة، بالإضافة إلى فيتامين D الموضعي ومثبتات الخلايا العصبية.
أما في حالات الصدفية الشديدة التي تؤثر على أكثر من 10% من مساحة الجسم، يلجأ الأطباء عادةً إلى العلاج الضوئي أو الأدوية المثبطة للمناعة عن طريق الفم أو الحقن، وتشمل العلاجات البيولوجية مثبطات TNF Alfa، ومثبطات IL-12/23، ومثبطات IL-23، ومثبطات IL-17، وApremilast، وهو مثبط لإنزيم PDE-4.
وأشارت الدكتورة ربيعان، إلى أن من أحدث العلاجات البيولوجية المتاحة هو دوكرافاسيتينيب، وهو مثبط لإنزيم كيناز التيروسين 2 (TYK2) ويستهدف مسارًا جديدًا في التحكم بالاستجابة المناعية الالتهابية في الصدفية.
بالإضافة إلى سبسوليماب، وهو جسم مضاد وحيد النسيلة يعمل على حجب مستقبلات الإنترلوكين 36 (IL-36 receptor) ويستخدم لعلاج الصدفية البثرية، وهو نوع نادر من الصدفية يتميز بظهور بثور على الجلد.