ووفقا للتقرير، شهد شهر يوليو حتى الآن ارتفاعاً في الطلب من قبل المستثمرين المباشرين في مزادات الخزانة الأخيرة بفضل عمليات استرداد القسائم بقيمة 108 مليارات دولار، مما أدى إلى مؤشرات مزاد قوية لأجلي السنتين والعشر سنوات.
سندات الآجال الطويلة
ومع توقع استرداد مبلغ إضافي قدره 122 مليار دولار بحلول نهاية الشهر إلى جانب تباطؤ ملحوظ في التشديد الكمي، من المتوقع أن تشهد المزادات المقبلة إقبالاً جيداً على الرغم من تراجع إقبال بعض المستثمرين على السندات ذات الآجال الطويلة.
وأضافت أن خلال الأسبوع الماضي، اتسم بعض المستثمرين بالانتقائية في مزادات الخزانة، مما أدى إلى تراجع الطلب على سندات أجل 30 عاماً وظهور فارق كبير بين السعر الأولي وسعر الإغلاق في مزاد سندات الخزانة لأجل 30 عاماً منذ يناير.
183 مليار دولار قيمة الطرح
ويتوقع المستثمرون أسبوعاً آخراً نشطاً بالمزادات إذ من المقرر طرح سندات لأجل 2 و 5 و 7 سنوات بقيمة إجمالية تقارب 183 مليار دولار في الأسبوع المقبل.
وفي ضوء العرض المقبل، قد يستمر بعض المستثمرين في انتقائيتهم، لاسيما تجاه أقل آجل مرغوب فيه على منحنى العائد، وهو أجل الـ 20 عاماً
وبحسب التقرير، يظل الطلب على سندات خزانة محمية من التضخم لأجل 10 سنوات غير واضح في ظل استعداد مجلس الاحتياطي الفيدرالي لبدء دورة خفض أسعار الفائدة بسبب تسارع الاتجاه الانكماشي، والذي قد يقلل من جاذبية هذه الأدوات حيث يفضل المستثمرون تأمين عائد ثابت على استثماراتهم.
وأوضح أن من غير المرجح أن يشهد مزاد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 20 عاماً لهذا الأسبوع طلباً قوياً بسبب عدة عوامل.
ويمكن أن يثني عدم اليقين السياسي، وخاصة احتمال فوز ترامب الذي قد يعيد إشعال مخاوف التضخم، المستثمرين. علاوة على ذلك، فإن السيولة الأقل لسندات أجل 20 عاماً مقارنة بسندات أجل 10 و30 عاماً تقلل من جاذبيتها.
وتفتقر هذه السندات إلى مكانة المعيار القياسي، مما يجعلها أقل فائدة للأدوات المالية والمؤشرات الاقتصادية.
وأفاد بأن بالإضافة إلى ذلك، فإن موقعها على منحنى العائد غير مناسب، حيث لا تقدم عوائد أعلى مثل سندات أجل 30 عاماً ولا تتيح مخاطر آجال أقصر مثل سندات أجل 10 سنوات. بالنسبة للمستثمرين اليابانيين والأوروبيين، تكون العوائد المقننة لسندات أجل 20 عاماً أقل جاذبية مقارنة بخياراتهم المحلية أو خيارات الخزانة الأمريكية الأخرى.
وأشار إلى أن على النقيض، يبدو مزاد سندات الخزانة المحمية من التضخم لأجل 10 سنوات أكثر توازناً. على الرغم من الضغوط الانكماشية، يقدم هذا النوع من السندات عائداً حقيقياً بنسبة 1.9%، وهو الأعلى منذ الأزمة المالية العالمية، مما يجعلها جذابة.
أسعار الفائدة
وتعزز توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي جاذبية سندات الخزانة المحمية من التضخم، ومن المتوقع أن تزداد قيمة مكوناتها من أسعار الفائدة حتى لو انخفض مكون التضخم.
وأفاد بأن عدم اليقين السياسي، على الرغم من وجوده، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع العوائد الحقيقية، مما يحافظ على اهتمام المستثمرين بهذه الأوراق المالية.
التأثير على أسواق السندات
تُقام مزادات سندات الخزانة الأمريكية هذا الأسبوع خلال فترة تشهد قلة في البيانات الاقتصادية المهمة ولكنها مشحونة بتصريحات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ولفت إلى أن على الرغم من عدم توقع السوق لخفض أسعار الفائدة في هذا الشهر، حتى بعد مقابلة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مع ديفيد روبنشتاين، والتي أكد فيها أن بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني عززت ثقة صناع السياسات بتحقيق هدف التضخم البالغ 2%، إلا أن المستثمرين سيراقبون باهتمام بالغ خطاب عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي (والر).
ويمكن أن تؤدي التصريحات التي تشير إلى احتمال اقتراب خفض أسعار الفائدة إلى زيادة الطلب على سندات ذات آجال أطول.
وستكون أولى علامات تمديد آجال الاستحقاق هذه هي مؤشرات المزاد القوية في مزاد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 20 عاماً هذا الأسبوع، على النقيض من ضعف الطلب الذي شهده بيع سندات أجل 30 عاماً الأسبوع الماضي.
وأشار إلى أن إذا تحقق هذا السيناريو، فقد تنخفض عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات عن مستوى الدعم عند 4.18%، وقد تلقى مقاومة عند مستوى 3.78% في المرحلة التالية.
وأفاد بأن من المهم الإشارة إلى أن سندات الخزانة الأمريكية طويلة الأجل تظل عرضة لتسارع اقتصادي محتمل، حتى في حالة انخفاض العوائد طويلة الأجل، خاصةً مع خفض أسعار الفائدة المبكر وفوز محتمل لترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ووفقا للتقرير الصادر عن “ساكسو بنك”، قد تحقق سندات ذات آجال أطول أداءً جيداً، على المدى القصير، نتيجة الظروف الاقتصادية الكلية الحالية.
وتوقع التقرير ارتفاع علاوة الآجل نتيجة للمخاوف المالية وارتفاع أسعار الفائدة المحايدة على المدى الطويل، مما يضع حداً أدنى للطرف الطويل من منحنى العائد.
وأشار إلى أن في حالة ضعف مؤشرات المزاد في مزاد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 20 عاماً هذا الأسبوع، فقد تستأنف العوائد طويلة الأجل ارتفاعها، مما يؤدي إلى رفض عوائد أجل 10 سنوات للدعم عند مستوى 4.18%.