لم تكن رحلة “ألفريد باكر” مع 5 أصدقائه من المغامرين الأمريكيين، للبحث والتنقيب عن الذهب فى كولورادو، رحلة عادية فقد حدث فيها ما لم يتوقع، وأثناء الرحلة اعترض طريقهم جبل ورغم التحذيرات التى قيلت لهم من السكان الذين يعلمون بطبيعة المكان، إلا أن المغامرين قرروا استكمال رحلة بحثهم عن الذهب، وتخطى الجبل.
ونتيجة لذلك القرار حدث ما توقعه السكان، حيث واجه المغامرون موجة عنيفة من العواصف الثلجية، مما أدى لاختفائهم وانقطاع أخبارهم لشهور واعتقد أقاربهم أنهم فقدوا جراء تلك العواصف الثلجية.
وفى أحد الأيام ظهر “ألفريد باكر” مرة أخرى بعد شهور من الاختفاء، واستقبله أصدقاؤه ولم يصدقوا أنه على قيد الحياة، فسألوه عن مصير أصدقائه الخمسة الذين كانوا معه فى رحلة التنقيب عن الآثار.
أوهم “ألفريد” الناس بأنه واجه شبح الموت خلال رحلته مع أصدقائه، بسبب العواصف الثلجية ونجا من الموت بأعجوبة بفضل مغامراته التى أنقذته، وأنه لا يعرف مصير أصدقائه.
وفى أحد الأيام بينما كان “الفريد” يشرب الخمر، حكى لأصدقائه بأنه التهم أصدقائه الخمسة للنجاة من الموت، ما دفع الشرطة الأمريكية وقتها للقبض على “الفريد” للتحقيق معه فى اختفاء أصدقائه.
اعترف “ألفريد باكر” فى التحقيقات بعد مواجهته بالتهم المنسوبة له، أنه اضطر إلى قتل أصدقائه دفاعا عن نفسه بعدما حاولوا قتله أثناء رحلتهم للبحث عن الذهب، ولكن المحققين ذهبوا للبحث عن جثث أصدقاء “الفريد”، حتى عثروا على بقايا جثثهم تم نهشها وتقطيعها إلى قطع صغيرة باستخدام آلة حادة عبارة عن سكين تم ضبطها بحوزة “الفريد”.
كشف “ألفريد” عن السر للمحققين وأنه اضطر لأكل أصدقائه بعد قتلهم، بسبب شعوره بالجوع وإنقاذ حياته من الموت، بعدما ظلوا فى الجبال بدون أكل أو شرب، مشيرا إلى أنه كان يدافع عن نفسه من هجمات رفاقه، وصدر حكم عليه بالإعدام عام 1874، ولكن تم إسقاط حكم الإعدام والاكتفاء بسجنه، وبسبب انضباطه والتزامه داخل السجن، حيث تم الإفراج عنه حتى توفى عام 1907.
بعد مرور عشرات السنين على القضية، استطاع طبيب شرعى أمريكى أن يؤكد، قيام “الفريد” بالتهام أصدقائه بسبب الجوع ليبقى على قيد الحياة.